Édition,
investigation
et débat d'idées

أقنعة التطرف، منابع صناعة الراديكالية الدينية بالمغرب

EXTRAIT

« بعد الأحداث الإرهابية التي عرفتها إسطنبول التركية أثناء الاحتفالات برأس السنة الميلادية 2016، حين قام شخص مسلح بهجوم على ملهى « رينا » الليلي مخلفا 39 قتيلا وعددا من الجرحى، منهم مغربيتان قضتا في الحادث، وفي الوقت الذي كان العالم مصدوما من هول الفاجعة، شنت حملة من قبل مغاربة، ضد هاتين الفتاتين على مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال تعليقات القراء على الاخبار التي تناقلتها المواقع الإخبارية المغربية، حيث اعتبر البعض  أنهما لا تستحقان الترحم عليهما أو التضامن معهما لأنهما لو كانتا (بنات الناس) لما كانتا متواجدتين في ملهى ليلي.

لم يتوقف تشفي مجموعة من المغاربة على الأنترنيت من هاتين الفتاتين عند هذا الحد، بل عمد الكثير من رواد الفايسبوك وتويتر إلى وصف الضحايا « بالعاهرات اللواتي لا تجوز الرحمة عليهن ». وبالرجوع إلى بروفايلات هؤلاء المنتقدين من المغاربة، نجد أغلبهم غير متدينين، على الأقل على مستوى شكل اللباس، فمعظمهم دون لحى ولا يعمدون إلى « التقصير » في لباسهم، مما يكشف عن وجود تطرف مجتمعي بقناع آخر، تطرف ينهل من القيم المتطرفة لكن بوجه حديث وهو ما يمكن اعتباره « تطرفا شائعا ومألوفا ». « 

أقنعة التطرف، منابع صناعة الراديكالية الدينية بالمغرب | محمد سموني | فبراير2017  | 88 ص. | 65 د. / 13

 

 

24 août 2017